تعز (سبتمبر نت)

تهجير وألغام ونهب، تلك هي أبرز جرائم ميليشيا الحوثي الانقلابية جراء حربها العدوانية على سكان محافظة تعز، حيث أقدمت الميليشيات الانقلابية مؤخراً على ارتكاب جريمة التهجير القسري على سكان قرية «الكدمة» التابعة لمديرية «مقبنة» غرب مدينة تعز، بقوة السلاح ونهب ممتلكاتهم.
ووفقاً لمصادر محلية فإن ميليشيا الحوثي الإيرانية أجبرت وبقوة السلاح ساكني قرية «الكدمة» على ترك منازلهم بعد استهداف القرية بالأسلحة الثقيلة. وقالت المصادر لموقع «سبتمبر نت» التابع للجيش اليمني، إن ما يقارب 45 أسرة غادرت منازلها باتجاه مركز مديرية «مقبنة».
ولم تكتف الميليشيات الانقلابية بجريمة التهجير القسري، بل نهبت المنازل، وقامت بزرع عشرات الألغام الأرضية داخل القرية المستهدفة وخارجها بهدف منع المواطنين من العودة إليها.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات الانقلابية أنذرت المواطنين وأمرتهم بالنزوح قبل اقتحام القرية بالقوة، إلا أن المواطنين رفضوا النزوح لعدم قدرتهم وصعوبة معيشتهم، ما اضطر الميليشيا لاستخدام السلاح لتهجيرهم وطردهم من منازلهم.
ولم تكن مديرية مقبنة الوحيدة التي تعرضت لعدوان ميليشيا الحوثي الانقلابية، بل دهمت 15 مديرية بمحافظة تعز التي تعرضت لعدوان تلك الميليشيا. ووسعت الميليشيا الانقلابية حربها الى مناطق ريفية، ودفعت جميع الأهالي للنزوح تحت تهديد السلاح.
وخلال حربها على محافظة تعز ومديرياتها تعرضت آلاف الأسر للنزوح والتهجير القسري من منازلها بالقوة جراء قصف الميليشيات وتوغلها في القرى الريفية، وبلغ إجمالي أعداد الأسر التي تعرضت للتهجير القسري في مناطق مختلفة من محافظة تعز 179567 منذ بدء الحرب، وذلك بحسب مصادر حقوقية في مدينة تعز. وبحسب المصادر، فإن الأسر النازحة التي تعرضت للتهجير القسري في مناطق المواجهات في تعز لجأت إلى المدارس، أو إلى أسر مضيفة والكثير منها لم تسمح لهم الميليشيات الانقلابية بأخذ ما يلزم من أمتعتهم. وأفاد تقرير حقوقي مؤخراً، بأن الحرب الدائرة في تعز خلال شهر أغسطس الماضي، خلفت وراءها 102 يتيم، يحتاجون للاهتمام والرعاية وتقديم المساعدات اللازمة لهم.
وجاء ذلك، في تقرير ائتلاف الإغاثة الإنسانية، عن الأوضاع الإنسانية في محافظة تعز، خلال شهر أغسطس من العام الجاري 2018.
وأكد التقرير أن 30 أسرة فقدت عائلها، بعد أن قتلوا بسبب الحرب، كما تعرض نحو 24 شخصاً آخر كانوا يعولون أسرهم للتوقف عن أعمالهم جراء الإصابات التي تعرضوا لها الشهر الماضي.
وأشار التقرير إلى أن من إجمالي الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال أغسطس الماضي، تم تسجيل مقتل 5 أطفال، و3 نساء، و21 شابا، بالإضافة إلى إصابة 5 أطفال، و3 نساء، و10 شبان، بعض تلك الإصابات خطرة، جراء مقذوفات المدافع والصواريخ التي تستهدف بها ميليشيا الحوثي الأحياء السكنية وأماكن تجمع المدنيين من حين لآخر.
وأوضح أن بأن 8 منازل ومنشآت وممتلكات خاصة وعامة تعرضت للتضرر الجزئي والكلي، بحاجة إلى إعادة تأهيلها وإصلاحها.
ودعا الائتلاف المنظمات الإنسانية كافة والجهات المختصة إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يعانيه أبناء محافظة تعز، وعدم التخلي عنهم في ظل ظروف صعبة يعيشونها جراء الحرب الظالمة التي فرضتها عليهم ميليشيا الحوثي منذ أكثر من 3 أعوام، ومما زاد من تلك المعاناة ارتفاع الأسعار ونقص تدفق المواد الغذائية والطبية والإيوائية.
وتشهد محافظة تعز، وهي أكثر المحافظات اليمنية سكاناً، معارك عنيفة منذ أكثر من ثلاثة أعوام بين قوات الجيش الوطني من جهة وميليشيا الحوثي الانقلابية من جهة ثانية، فيما تفرض الأخيرة حصار خانق على المدنيين في المدينة، ما تسبب في تردي الأوضاع الإنسانية فيها بشكل كبير.